‏إظهار الرسائل ذات التسميات قسم الشعر. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات قسم الشعر. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 14 مايو 2009

الشعر الحساني مميزات و خصائص

الشعر الحساني هو ذاك الكلام المنثور الذي يختاره الشاعر ليجعل منه مادته فتراه يبرمه و يغزله و يخففه في مكان ما ، كما قد يثقله في مكان آخر و يقدع فيه و يفلق حتى يستخرج منه ذلك الكلام المبعثر جسما متكاملا لا يقبل النقص و لا الزيادة و يحتل مكانه بين سائر المخلوقات لذا نجد فيه الجميل و القبيح و الطويل و القصير ".

لاشك أن الشعر الحساني جزء من الشعر الشعبي و يتميز بتفرده بعدة بحور تقاس بالمتحركات و تختص بعضها عن بعض باضطراب العوامل أي النصب و الخفض و الرفع و السكون ، و من بين هذه البحور من لا يعمل به الآن .

عرفه الأستاذ الشاعر الكبير : بادي و لد محمد سالم بأنه " كلام مختار من اللهجة و اللغة المتداولة و له أحكامه كأحكام الشعر الخمسة أي الواجب و المندوب و الجائز والمكروه و الحرام ، وهو من جهة أخرى ذلك الكلام المنثور الذي يختاره الشاعر ليجعل منه مادته فتراه يبرمه و يغزله و يخففه في مكان ما ، كما قد يثقله في مكان آخر و يقدع فيه و يفلق حتى يستخرج منه ذلك الكلام المبعثر جسما متكاملا لا يقبل النقص و لا الزيادة و يحتل مكانه بين سائر المخلوقات لذا نجد فيه الجميل و القبيح و الطويل و القصير ".

و للشعر الحساني أهميته ككل شعر عربي فصيحه و عامه ، رغم أن أهله يفاخرون بأنهم تجاوزا الشعر الفصيح و شعرائه ، لأنه أي الشعر العامي الحساني يحتوي على الكثير من مفردات اللغة العربية الفصحى بل و حتى على جمل مفيدة بأكملها ، إضافة إلى كلمات و مفردات من اللغات الأجنبية الأخرى ، زد على ذلك كونه اخذ عن الدين الإسلامي، آيات قرآنية و أحاديث نبوية علاوة على الشعر العربي من كل العصور .

أغراض الشعر الشعبي الحساني نذكر من أبرزها :
1 - ما يعتبر جائزا : و هو الذي يتميز بالتمام أي لا زيادة و لا نقصان في أوزانه : التضمين اللزوم ، الجناس و الملخ ، الإنفاق ، اللف المرتب و كذا اللف المعكوس و التنوين.
2 - المكروه في الشعر الحساني : الزي ( بتفخيم حرف الزاي) , و كذا دخول كلمات من غير اللهجة الحسانية لا سيما الفصحى لأن ذلك يعتبره الشعراء ضعفا يحسب على الشاعر كما أن ذلك النوع من الخلط في الشعر يظل غير محبوب لدى العامة .
3 - الحرام أو الممنوع في الشعر الحساني : " أضلاع " و يقصد به عدم توافق أشطر البيت الشعري سواء من حيث كلمات الشطر الواحد الذي يسمى " تافلويت " أو متحرك ،
أو زيادة " تافلويت " أو نقصانها ، أو تتجاوز القافية أحمر أو عقرب أو تنقص عن ذلك فتصبح و ترا و هو ما يعرف بأسم " لعوار " أو " العور" و ضياع المعنى .
4 - الواجب : و هو ما يعرف في الشعر الحساني باحترام القافية أو القافيتين وأن يكون
" الكاف" ( البيت الشعري ) أو "الطلعة "( القصيدة ) أو " الصبة " ( قصيدة بدون حمر ) حائزا على شروط ذلك، و لا يقبل فيه الوتر أي و جود الشطر الواحد المفرد .
5 - المندوب : و هو أن تكون "الطلعة "( القصيدة ) لها "كاف" (بيت شعري) مرتبط بها من حيث التركيب و المعنى سواء كان في مطلعها و تعطف عليه أو جاء في النهاية لتكسر عليه ، كما يجب التنويه إلى أفضلية كتابة الشعر الحساني بكلمات اللهجة العامية على الفصحى كمقياس جمالي في نظم هذا النوع من الشعر .
أما بحوره و أوزانه فقد مرت بمرحلتين هامتين هما :

أولا - ما قبل الموسيقى: و هي المرحلة التي كان فيها الشعر نوع من النثر المميز تقريبا ، حيث كانت الأبيات لا تقاس على بعضها و لا توجد فيه " الطلعة " و إن و جدت فهي على غير قافية واحدة قد يكون لها قافيتان أو ثلاثة أو أربعة ، و كانت أوزان " الكاف الواحد" ( البيت الشعري) تنظم على أساس الشكل أي الفتح و الضم و الكسر و السكون ، دون الاهتمام بالحرف و ظل هكذا مدة طويلة حتى بدأ بروز معالم مرحلة أخرى في الظهور حيث تطور الشعر في تلك لمرحلة و أستطاع الشعراء حصر الوزن على المتحركين المتناغمين مع الموسيقى و قد نتجت عن ذلك ميزة أخرى مهمة تمثلت في إعطاء أولوية لتساوي الأبيات و قياس بعضها على البعض دون زيادة أو نقصان .. مما أعطى القافية نوعا من الثبات ، حينها ظهر ما عرف لاحقا بالحمر و العقرب و سيبقيان بصفة نهائية كأساس لا بد منه لي وزن أو نظم شعري حساني .

ثانيا - شكل ظهور الموسيقى دفعا جديدا لتقدم الشعر الحساني و الرقي به إلى مرحلة أكثر تقدما من سابقاتها حيث أجبر الشعراء على مرافقة النوتة الموسيقية و كل شعر لا تتوفر فيه ميزة القابلية لمرافقة النوتة الموسيقية أصبح غير مقبول و هنا برز الظهر الذي هو مجال عزف الموسيقى مما أدى إلى تشكل بحور الشعر الشعبي الحساني على غرار بحور الشعر العربي المعروف و لكل ظهر ألحانه و نغماته الخاصة كما له شعره الخاص الذي لا يمكن أن يغنى أو يلحن في ظهر غيره و أضيفت " الطلعة " ذات الحمر الثلاثة و قننت متحركات الشعر لتصبح من واحدة إلى ثمانية.
و للإشارة لا بد من التنويه إلى أن شعر المرحلة السابقة لا زال معترف به و قد جمعت كل بحورها في بحر واحد سمي اصطلاحا البت الكبير و قد كانت هناك بحور كثيرة منها : الرسم و المصارع ( بفتح الميم و تشديد الصاد و تسكين العين ) ، و لعسير ، و أشطان و أزمول ، و التروس ، و الواكدي ....الخ.

إلا أن التطور الذي حصل في مجال الشعر الشعبي أدى في مجمله إلى تجاوز الكثير من البحور و الاحتفاظ بما نعرفه الآن فقط و التي هي :
1 - بعمران : يبنى "الكاف" في بعمران على سبعة متحركات تبدأ ب : متحرك و ساكن ثم متحرك.
2 - مريميدة : و هو بحر نظمه قريب من نظم بعمران لأنه يبنى كذلك على سبعة متحركات لكنه يختلف عنه من حيث ترتيب المتحركات لأنه يبدأ بمتحركين يليهما ساكن و قد يبدأ بساكن.
3 - الصغير : و الذي سبق و إن اشرنا إلى إحدى مميزاته و هي كونه لا يقاس على شطره الأول لوحده و إنما لا بد من أخذ الشطرين الأولين ( أي الحم و الكسرة ) بعين الاعتبار لأنه يبنى على سبعة في الشطر الأول و خمسة في الثاني و لا ينتهي إلا بسكون و له شرط ثالث يتمثل في انه بعد كل خمسة متحركات لا بد من سكون حتما و كما أن حرفه الثالث لا بد أن يكون ساكنا أيضا .
4- لبير : الذي يعتبر سبكه كسبك "لبتيت " تقريبا رغم أنه ينقص عنه بمتحرك و احد حيث أن شعر بحر " لبتيت " ينظم على سبعة متحركات و يتميز شطره الأول بما يعرف في الحسانية ب " لحراش " أما شطره الثاني فهو مسبول (سلس) عكس الشطر الأول و هذه ميزة أخرى يمتاز بها عن "لبتيت" و قد يتحول في بعض المواقف إلى ما يعرف " بتاطراتق " أو " مماية لبير ".
5 - لبتيت : و هو نوعان ، ما يعرف ب " البتيت الناقص " و هو الذي يكتب بستة متحركات و " لبتيت التام " و الذي له ثماني متحركات ، عموما يعتبر " لبتيت التام " الأكثر سلاسة من بين بحور الشعر الحساني لكثرة متحركاته و أما سبب تجزئته إلى قسمين ناقص و تام فهو لأن الموسيقى تتعامل معه على أنه كذلك ، حيث نجد اسمين مختلفين لنفس البحر و هما " أعظال " و "بيقي".


وقد برع كثيرون في الشعر الحساني ، وهناك طبقة خاصة بروايته إلى جانب مؤلفيه من الشعراء وعشاقه، وهي طبقة المغنيين المسماة باللهجة الحسانية " ايكاون" ، ويقوم بعض هؤلاء والكثير من الشعراء الكبار بدور النقد الشعري بهدف تمييز الجيد من الرديء من الشعر الحساني ، وقد تجد بعض الشعراء يحفظ من شعر غيره أكثر مما يحفظ من شعره وإبداعه الخاص.

ومن الصعوبات التي يعاني منها الشعر الحساني قلة التدوين ونذرته ، مما جعله عرضة للخلط والتشويه والضياع ، وهي معاناة لا تزال قائمة إلى اليوم.

و هو الهذف الذي يصبو اليه منتدانا من صيانة و تأريخ لهذه الثقافة و هذا الموروث


الأحد، 3 مايو 2009

معلقة عنترة بن شداد العبسي

هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ

أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ iiتَوَهُّـمِ

يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ iiتَكَلَّمِـي

وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي

فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا

فَـدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ


وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ iiوأَهْلُنَـا

بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ

حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْـدُهُ

أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعدَ أُمِّ iiالهَيْثَـمِ

حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ

عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ

عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا

زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ

ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ

مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ

كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا

بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ

إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَـا

زَمَّـت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِـمِ

مَـا رَاعَنـي إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَـا

وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ

فِيهَـا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَـةً

سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَـمِ

إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ

عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ

وكَـأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَـةٍ

سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ

أوْ روْضـةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا

غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَـمِ

جَـادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُـرَّةٍ

فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ

سَحّـاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّـةٍ

يَجْـرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَـرَّمِ

وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ

غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّـمِ

هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَهُ بذِراعِـهِ

قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ

تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ iiحَشيّةٍ

وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ

وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى

نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيلِ المَحْـزِمِ

هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَا شَدَنِيَّـةَ

لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَـرَّمِ

خَطَّـارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَـةٌ

تَطِـسُ الإِكَامَ بِوَخذِ خُفٍّ مِيْثَمِ

وكَأَنَّمَا تَطِـسُ الإِكَامَ عَشِيَّـةً

بِقَـريبِ بَينَ المَنْسِمَيْنِ iiمُصَلَّـمِ

تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ

حِـزَقٌ يَمَانِيَّةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِـمِ

يَتْبَعْـنَ قُلَّـةَ رأْسِـهِ وكأَنَّـهُ

حَـرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّـمِ

صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـةُ

كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ iiالأَصْلَمِ

شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ

زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَاضِ iiالدَّيْلَـمِ

وكَأَنَّما يَنْأَى بِجـانبِ دَفَّها الـ

وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ

هِـرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ iiلـهُ

غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَينِ وَبِالفَـمِ

بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّـما

بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ

وكَـأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُقْعَـداً

حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِبَ iiقُمْقُـمِ

يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ

زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ

إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ iiفإِنَّنِـي

طَـبٌّ بِأَخذِ الفَارسِ iiالمُسْتَلْئِـمِ

أَثْنِـي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فإِنَّنِـي

سَمْـحٌ مُخَالقَتي إِذَا لم أُظْلَـمِ

وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ

مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعمِ العَلْقَـمِ

ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَمـا

رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشوفِ المُعْلَـمِ

بِزُجاجَـةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ

قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمالِ مُقَـدَّمِ

فإِذَا شَـرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِـكٌ

مَالـي وعِرْضي وافِرٌ لَم يُكلَـمِ

وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً

وكَما عَلمتِ شَمائِلي وتَكَرُّمـي

وحَلِـيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجـدَّلاً

تَمكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الأَعْلَـمِ

سَبَقَـتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ iiطَعْنَـةٍ

ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَوْنِ العَنْـدَمِ

هَلاَّ سأَلْتِ الخَيـلَ يا ابنةَ iiمالِـكٍ

إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِـمَا لَم تَعْلَمِـي

إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالـةِ سَابِـحٍ

نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَلَّـمِ

طَـوْراً يُـجَرَّدُ للطَّعانِ وتَـارَةً

يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ

يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ iiأنَّنِـي

أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ

ومُـدَّجِجٍ كَـرِهَ الكُماةُ نِزَالَـهُ

لامُمْعـنٍ هَـرَباً ولا iiمُسْتَسْلِـمِ

جَـادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ iiطَعْنـةٍ

بِمُثَقَّـفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ

فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ iiثِيابـهُ

ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ

فتَـركْتُهُ جَزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ

يَقْضِمْـنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَـمِ

ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا

بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ

رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَـا

هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ

لـمَّا رَآنِي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ

أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَسُّـمِ

عَهـدِي بِهِ مَدَّ النَّهـارِ iiكَأَنَّمـا

خُضِـبَ البَنَانُ ورَأُسُهُ بِالعَظْلَـمِ

فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ

بِمُهَنَّـدٍ صافِي الحَديدَةِ iiمِخْـذَمِ

بَطـلٌ كأَنَّ ثِيـابَهُ في سَرْجـةٍ

يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ iiبِتَـوْأَمِ

ياشَـاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لـهُ

حَـرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم iiتَحْـرُمِ

فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي

فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِـي

قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً

والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمـي

وكـأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ iiجَدَايـةٍ

رَشَـاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُرٍ أَرْثَـمِ

نُبّئـتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِـي

والكُـفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ

ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى

إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ

في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِـي

غَمَـرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ iiتَغَمْغُـمِ

إِذْ يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِـمْ

عَنْـها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمـي

لـمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ iiجَمْعُهُـمْ

يَتَـذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ

يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ iiكأَنَّهـا

أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ iiالأَدْهَـمِ

مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ

ولِبـانِهِ حَتَّـى تَسَـرْبَلَ بِالـدَّمِ

فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ

وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ

لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى

وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي

ولقَـدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَـا

قِيْلُ الفَـوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْـدِمِ

والخَيـلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِسـاً

مِن بَيْنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَرَ شَيْظَـمِ

ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ iiمُشَايعِي

لُـبِّي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُبْـرَمِ

ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ

للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي iiضَمْضَـمِ

الشَّـاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَـا

والنَّـاذِرَيْـنِ إِذْ لَم أَلقَهُمَا دَمِـي

إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَدْ تَرَكتُ أَباهُمَـا

جَـزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْرٍ قَشْعَـمِ


الاثنين، 6 أبريل 2009

معلقة لبيد ابن ربيعة العامري الصحابي رضي الله عنه

عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا فَمُقَامُهَـا بِمِنىً تَأَبَّـدَ غَـوْلُهَا فَرِجَامُهَـا
فَمَـدَافِعُ الرَّيَّانِ عُرِّيَ رَسْمُهَـا خَلِقاً كَمَا ضَمِنَ الوُحِىَّ سِلامُهَا
دِمَنٌ تَجَـرَّمَ بَعْدَ عَهْدِ أَنِيسِهَـا حِجَـجٌ خَلَونَ حَلالُهَا وَحَرامُهَا

رُزِقَتْ مَرَابِيْعَ النُّجُومِ وَصَابَهَـا وَدَقُّ الرَّوَاعِدِ جَوْدُهَا فَرِهَامُهَـا
مِنْ كُـلِّ سَارِيَةٍ وَغَادٍ مُدْجِـنٍ وَعَشِيَّـةٍ مُتَجَـاوِبٍ إِرْزَامُهَـا
فَعَلا فُرُوعُ الأَيْهُقَانِ وأَطْفَلَـتْ بِالجَهْلَتَيْـنِ ظِبَـاؤُهَا وَنَعَامُهَـا
وَالعِيْـنُ سَاكِنَةٌ عَلَى أَطْلائِهَـا عُـوذاً تَأَجَّلُ بِالفَضَاءِ بِهَامُهَـا
وَجَلا السُّيُولُ عَنْ الطُّلُولِ كَأَنَّهَا زُبُـرٌ تُجِدُّ مُتُونَهَـا أَقْلامُهَـا
أَوْ رَجْعُ واشِمَةٍ أُسِفَّ نَؤورُهَـا كَفِـفاً تَعَرَّضَ فَوْقَهُنَّ وِشَامُهَـا
فَوَقَفْـتُ أَسْأَلُهَا وَكَيفَ سُؤَالُنَـا صُمًّـا خَوَالِدَ مَا يَبِيْنُ كَلامُهَـا
عَرِيتْ وَكَانَ بِهَا الجَمِيْعُ فَأَبْكَرُوا مِنْهَـا وغُودِرَ نُؤيُهَا وَثُمَامُهَـا
شَاقَتْكَ ظُعْنُ الحَيِّ حِيْنَ تَحَمَّلُـوا فَتَكَنَّسُـوا قُطُناً تَصِرُّ خِيَامُهَـا
مِنْ كُلِّ مَحْفُوفٍ يُظِلُّ عَصِيَّـهُ زَوْجٌ عَلَيْـهِ كِلَّـةٌ وَقِرَامُهَـا
زُجَلاً كَأَنَّ نِعَاجَ تُوْضِحَ فَوْقَهَا وَظِبَـاءَ وَجْرَةَ عُطَّفاً آرَامُهَـا
حُفِزَتْ وَزَايَلَهَا السَّرَابُ كَأَنَّهَا أَجْزَاعُ بِيشَةَ أَثْلُهَا وَرِضَامُهَـا
بَلْ مَا تَذَكَّرُ مِنْ نَوَارِ وقَدْ نَأَتْ وتَقَطَّعَـتْ أَسْبَابُهَا ورِمَامُهَـا
مُرِّيَةٌ حَلَّتْ بِفَيْد وجَـاوَرَتْ أَهْلَ الحِجَازِ فَأَيْنَ مِنْكَ مَرَامُهَا
بِمَشَارِقِ الجَبَلَيْنِ أَوْ بِمُحَجَّـرٍ فَتَضَمَّنَتْهَـا فَـرْدَةٌ فَرُخَامُهَـا
فَصُـوائِقٌ إِنْ أَيْمَنَتْ فَمِظَنَّـةٌ فِيْهَا رِخَافُ القَهْرِ أَوْ طِلْخَامُهَا
فَاقْطَعْ لُبَانَةَ مَنْ تَعَرَّضَ وَصْلُـهُ وَلَشَـرُّ وَاصِلِ خُلَّةٍ صَرَّامُهَـا
وَاحْبُ المُجَامِلَ بِالجَزِيلِ وَصَرْمُهُ بَاقٍ إِذَا ظَلَعَتْ وَزَاغَ قِوَامُهَـا
بِطَلِيـحِ أَسْفَـارٍ تَرَكْنَ بَقِيَّـةً مِنْهَا فَأَحْنَقَ صُلْبُهَا وسَنَامُهَـا
وَإِذَا تَعَالَى لَحْمُهَا وتَحَسَّـرَتْ وتَقَطَّعَتْ بَعْدَ الكَلالِ خِدَامُهَـا
فَلَهَـا هِبَابٌ فِي الزِّمَامِ كَأَنَّهَـا صَهْبَاءُ خَفَّ مَعَ الجَنُوبِ جَهَامُهَا
أَوْ مُلْمِعٌ وَسَقَتْ لأَحْقَبَ لاحَـهُ طَرْدُ الفُحُولِ وضَرْبُهَا وَكِدَامُهَـا
يَعْلُو بِهَا حُدْبَ الإِكَامِ مُسَحَّـجٌ قَـدْ رَابَهُ عِصْيَانُهَـا وَوِحَامُهَـا
بِأَحِـزَّةِ الثَّلْبُـوتِ يَرْبَأُ فَوْقَهَـا قَفْـرُ المَـرَاقِبِ خَوْفُهَا آرَامُهَـا
حَتَّـى إِذَا سَلَخَا جُمَادَى سِتَّـةً جَـزْءاً فَطَالَ صِيَامُهُ وَصِيَامُهَـا
رَجَعَـا بِأَمْرِهِمَـا إِلىَ ذِي مِـرَّةٍ حَصِـدٍ ونُجْعُ صَرِيْمَةٍ إِبْرَامُهَـا
ورَمَى دَوَابِرَهَا السَّفَا وتَهَيَّجَـتْ رِيْحُ المَصَايِفِ سَوْمُهَا وسِهَامُهَـا
فَتَنَـازَعَا سَبِطاً يَطِيْرُ ظِـلالُـهُ كَدُخَانِ مُشْعَلَةٍ يُشَبُّ ضِرَامُهَـا
مَشْمُـولَةٍ غُلِثَتْ بِنَابتِ عَرْفَـجٍ كَدُخَـانِ نَارٍ سَاطِعٍ أَسْنَامُهَـا
فَمَضَى وقَدَّمَهَا وكَانَتْ عَـادَةً مِنْـهُ إِذَا هِيَ عَرَّدَتْ إِقْدَامُهَـا
فَتَوَسَّطَا عُرْضَ السَّرِيِّ وصَدَّعَـا مَسْجُـورَةً مُتَجَـاوِراً قُلاَّمُهَـا
مَحْفُـوفَةً وَسْطَ اليَرَاعِ يُظِلُّهَـا مِنْـهُ مُصَـرَّعُ غَابَةٍ وقِيَامُهَـا
أَفَتِلْـكَ أَمْ وَحْشِيَّةٌ مَسْبُـوعَـةٌ خَذَلَتْ وهَادِيَةُ الصِّوَارِ قِوَامُهَـا
خَنْسَاءُ ضَيَّعَتِ الفَرِيرَ فَلَمْ يَـرِمْ عُرْضَ الشَّقَائِقِ طَوْفُهَا وبُغَامُهَـا
لِمُعَفَّـرٍ قَهْـدٍ تَنَـازَعَ شِلْـوَهُ غُبْسٌ كَوَاسِبُ لا يُمَنُّ طَعَامُهَـا
صَـادَفْنَ مِنْهَا غِـرَّةً فَأَصَبْنَهَـا إِنَّ المَنَـايَا لا تَطِيْشُ سِهَامُهَـا
بَاتَتْ وأَسْبَلَ واكِفٌ مِنْ دِيْمَـةٍ يُرْوَى الخَمَائِلَ دَائِماً تَسْجَامُهَـا
يَعْلُـو طَرِيْقَةَ مَتْنِهَـا مُتَوَاتِـرٌ فِي لَيْلَةٍ كَفَرَ النُّجُومَ غَمامُهَـا
تَجْتَـافُ أَصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّـذَا بِعُجُـوبِ أَنْقَاءٍ يَمِيْلُ هُيَامُهَـا
وتُضِيءُ فِي وَجْهِ الظَّلامِ مُنِيْـرَةً كَجُمَانَةِ البَحْرِيِّ سُلَّ نِظَامُهَـا
حَتَّى إِذَا حَسَرَ الظَّلامُ وأَسْفَرَتْ بَكَرَتْ تَزِلُّ عَنِ الثَّرَى أَزْلامُهَا
عَلِهَتْ تَرَدَّدُ فِي نِهَاءِ صُعَائِـدٍ سَبْعـاً تُـؤَاماً كَامِلاً أَيَّامُهَـا
حَتَّى إِذَا يَئِسَتْ وَأَسْحَقَ حَالِقٌ لَمْ يُبْلِـهِ إِرْضَاعُهَا وفِطَامُهَـا
فَتَوَجَّسَتْ رِزَّ الأَنِيْسِ فَرَاعَهَـا عَنْ ظَهْرِ غَيْبٍ والأَنِيْسُ سَقَامُهَا
فَغَدَتْ كِلاَ الفَرْجَيْنِ تَحْسِبُ أَنَّهُ مَوْلَى المَخَافَةِ خَلْفُهَا وأَمَامُهَـا
حَتَّى إِذَا يِئِسَ الرُّمَاةُ وأَرْسَلُـوا غُضْفاً دَوَاجِنَ قَافِلاً أَعْصَامُهَـا
فَلَحِقْنَ واعْتَكَرَتْ لَهَا مَدْرِيَّـةٌ كَالسَّمْهَـرِيَّةِ حَدُّهَا وتَمَامُهَـا
لِتَذُودَهُنَّ وأَيْقَنَتْ إِنْ لَمْ تَـذُدْ أَنْ قَدْ أَحَمَّ مَعَ الحُتُوفِ حِمَامُهَا
فَتَقَصَّدَتْ مِنْهَا كَسَابِ فَضُرِّجَتْ بِدَمٍ وغُودِرَ فِي المَكَرِّ سُخَامُهَـا
فَبِتِلْكَ إِذْ رَقَصَ اللَّوَامِعُ بِالضُّحَى واجْتَابَ أَرْدِيَةَ السَّرَابِ إِكَامُهَـا
أَقْضِـي اللُّبَـانَةَ لا أُفَرِّطُ رِيْبَـةً أَوْ أنْ يَلُـومَ بِحَاجَـةٍ لَوَّامُهَـا
أَوَلَـمْ تَكُنْ تَدْرِي نَوَارِ بِأَنَّنِـي وَصَّـالُ عَقْدِ حَبَائِلٍ جَذَّامُهَـا
تَـرَّاكُ أَمْكِنَـةٍ إِذَا لَمْ أَرْضَهَـا أَوْ يَعْتَلِقْ بَعْضَ النُّفُوسِ حِمَامُهَـا
بَلْ أَنْتِ لا تَدْرِينَ كَمْ مِنْ لَيْلَـةٍ طَلْـقٍ لَذِيذٍ لَهْـوُهَا وَنِدَامُهَـا
قَـدْ بِتُّ سَامِرَهَا وغَايَةَ تَاجِـرٍ وافَيْـتُ إِذْ رُفِعَتْ وعَزَّ مُدَامُهَـا
أُغْلِى السِّبَاءَ بِكُلِّ أَدْكَنَ عَاتِـقِ أَوْ جَوْنَةٍ قُدِحَتْ وفُضَّ خِتَامُهَـا
بِصَبُوحِ صَافِيَةٍ وجَذْبِ كَرِينَـةٍ بِمُـوَتَّـرٍ تَأْتَـالُـهُ إِبْهَامُهَـا
بَاكَرْتُ حَاجَتَهَا الدَّجَاجَ بِسُحْرَةٍ لأَعَـلَّ مِنْهَا حِيْنَ هَبَّ نِيَامُهَـا
وَغـدَاةَ رِيْحٍ قَدْ وَزَعْتُ وَقِـرَّةٍ قَد أَصْبَحَتْ بِيَدِ الشَّمَالِ زِمَامُهَـا
وَلَقَدْ حَمَيْتُ الحَيَّ تَحْمِلُ شِكَّتِـي فُرْطٌ وِشَاحِي إِذْ غَدَوْتُ لِجَامُهَـا
فَعَلَـوْتُ مُرْتَقِباً عَلَى ذِي هَبْـوَةٍ حَـرِجٍ إِلَى أَعْلامِهِـنَّ قَتَامُهَـا
حَتَّـى إِذَا أَلْقَتْ يَداً فِي كَافِـرٍ وأَجَنَّ عَوْرَاتِ الثُّغُورِ ظَلامُهَـا
أَسْهَلْتُ وانْتَصَبَتْ كَجِذْعِ مُنِيْفَةٍ جَـرْدَاءَ يَحْصَرُ دُونَهَا جُرَّامُهَـا
رَفَّعْتُهَـا طَـرْدَ النَّعَـامِ وَشَلَّـهُ حَتَّى إِذَا سَخِنَتْ وخَفَّ عِظَامُهَـا
قَلِقَـتْ رِحَالَتُهَا وأَسْبَلَ نَحْرُهَـا وابْتَـلَّ مِنْ زَبَدِ الحَمِيْمِ حِزَامُهَـا
تَرْقَى وتَطْعَنُ فِي العِنَانِ وتَنْتَحِـي وِرْدَ الحَمَـامَةِ إِذْ أَجَدَّ حَمَامُهَـا
وكَثِيْـرَةٍ غُـرَبَاؤُهَـا مَجْهُولَـةٍ تُـرْجَى نَوَافِلُهَا ويُخْشَى ذَامُهَـا
غُلْـبٍ تَشَذَّرُ بِالذَّحُولِ كَأَنَّهَـا جِـنُّ البَـدِيِّ رَوَاسِياً أَقْدَامُهَـا
أَنْكَـرْتُ بَاطِلَهَا وبُؤْتُ بِحَقِّهَـا عِنْـدِي وَلَمْ يَفْخَرْ عَلَّي كِرَامُهَـا
وجَـزُورِ أَيْسَارٍ دَعَوْتُ لِحَتْفِهَـا بِمَغَـالِقٍ مُتَشَـابِهٍ أَجْسَامُهَــا
أَدْعُـو بِهِنَّ لِعَـاقِرٍ أَوْ مُطْفِــلٍ بُذِلَـتْ لِجِيْرَانِ الجَمِيْعِ لِحَامُهَـا
فَالضَّيْـفُ والجَارُ الجَنِيْبُ كَأَنَّمَـا هَبَطَـا تَبَالَةَ مُخْصِبـاً أَهْضَامُهَـا
تَـأْوِي إِلَى الأطْنَابِ كُلُّ رَذِيَّـةٍ مِثْـلِ البَلِيَّـةِ قَالِـصٍ أَهْدَامُهَـا
ويُكَلِّـلُونَ إِذَا الرِّيَاحُ تَنَاوَحَـتْ خُلُجـاً تُمَدُّ شَـوَارِعاً أَيْتَامُهَـا
إِنَّـا إِذَا الْتَقَتِ المَجَامِعُ لَمْ يَـزَلْ مِنَّـا لِزَازُ عَظِيْمَـةٍ جَشَّامُهَـا
ومُقَسِّـمٌ يُعْطِي العَشِيرَةَ حَقَّهَـا ومُغَـذْمِرٌ لِحُقُوقِهَـا هَضَّامُهَـا
فَضْلاً وَذُو كَرَمٍ يُعِيْنُ عَلَى النَّدَى سَمْحٌ كَسُوبُ رَغَائِبٍ غَنَّامُهَـا
مِنْ مَعْشَـرٍ سَنَّتْ لَهُمْ آبَاؤُهُـمْ ولِكُـلِّ قَـوْمٍ سُنَّـةٌ وإِمَامُهَـا
لا يَطْبَعُـونَ وَلا يَبُورُ فَعَالُهُـمْ إِذْ لا يَمِيْلُ مَعَ الهَوَى أَحْلامُهَـا
فَاقْنَـعْ بِمَا قَسَمَ المَلِيْكُ فَإِنَّمَـا قَسَـمَ الخَـلائِقَ بَيْنَنَا عَلاَّمُهَـا
وإِذَا الأَمَانَةُ قُسِّمَتْ فِي مَعْشَـرٍ أَوْفَـى بِأَوْفَـرِ حَظِّنَا قَسَّامُهَـا
فَبَنَـى لَنَا بَيْتـاً رَفِيْعاً سَمْكُـهُ فَسَمَـا إِليْهِ كَهْلُهَـا وغُلامُهَـا
وَهُمُ السُّعَاةُ إِذَا العَشِيرَةُ أُفْظِعَـتْ وَهُمُ فَـوَارِسُـهَا وَهُمْ حُكَّامُهَـا
وَهُمُ رَبيـْعٌ لِلْمُجَـاوِرِ فِيهُــمُ والمُرْمِـلاتِ إِذَا تَطَـاوَلَ عَامُهَـا
وَهُمُ العَشِيْـرَةُ أَنْ يُبَطِّئَ حَاسِـدٌ أَوْ أَنْ يَمِيْـلَ مَعَ العَـدُوِّ لِئَامُهَـا













الأربعاء، 11 مارس 2009

حورا بين شايب وعجوز

الشايب :

قلبي شـباب ولازم إني أعـــــــــــــرس*** ما أبي العجوز اللي توسد على الــــــباب
الخير واجــــــد وأنا مـــــاني مفلـــــس**** عندي فلوس تدعم البـــــــنك بحـــــساب

العجوز:-

ما باقي منك غير خشــمك وهالضرس *** تبغي تعـــرس وأنت صاير كالغـــــراب
قابل صلاتك الله يشـــــفيك من المـــس xxxx وإلا ترى باطـــــب وجــــــهك بالتراب

الشايب:-

إنتي عجوز وأكـــــلك الروب والخس xxxxx أما أنا ماكل ســـــــوى تــــــكة وكـــباب
مافيني سكر غير ضـــغطي نازل بس xxxxx دام الهوى فيني ترى كل شي طـــــــــاب

العجوز:-

لا بارك الله في يالشــــايب يالنحـــــس xxxxx ما يجيـــــبك الهرج ولا يجـــيبك عتاب
قصر لي صوتك مابي أسمع ولا حس ***** عطني طـــــلاقي وانقلع واقبــــض الباب

الشايب:-

دومك نحـــيسه وذا لســـــانك يبا قصxxxxx ربي ترى حـــــلل لي أربع بالكــــتاب
هذا خـــــــــميس الأعمى يا كم عرس xxxxx مرتاح بالدنيـــــا بلا هم واعصـــــــاب

العجوز:-

بطران وراســـــك كالصـــــخر يابس xxxxxx مالوم طبعك يوم ربـــــعك هالكـــلاب
صاير مثل ذيل الكلب وتتـــــــــــحيس xxxxx استح على وجهــــــك أصـــلع ولعاب

الشايب:-

فكـــــيني من وجهك ترى مالي أي نفس xxxx زهقان من شـــوفك وأبغى لي احباب
هذا طلاقك طـــــــالق أربع وخـــــمس xxxxx خذي طلاقك من ضميري بلا حساب


الخميس، 5 مارس 2009

من شعر محمود درويش

رساله من المنفى

تحية.. وقبلة
وليسَ عندي ما أقولُ بعدْ
من أين أبتدي؟ وأين أنتهي؟..
ودورة الزمان دون حد
وكل ما في غربتي
زوّادة، فيها رغيف يابس، ووجد
ودفتر يحمل عني بعض ما حملت
بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد
من أين أبتدي؟
وكل ما قيل وما يقال بعد غد
لا ينتهي بضمة.. أو لمسة من يد
لا يرجع الغريب للديار
لا ينزل الأمطار

لا ينبت الريش على
جناح طير ضائع.. منهد
من أين أبتدي؟
تحية.. وقبلة.. وبعد..
أقول للمذياع: قل لها أنا بخير
أقول للعصفور:
إن صادفتها يا طير
لا تنسني، وقل بخير
أنا بخير
أنا بخير
ما زال في عيني بصر!
ما زال في السماء قمر!
وثوبي العتيق حتى الآن، ما اندثر
تمزقت أطرافه
لكنني رتقته.. ولم يزل بخير
وصرت شابًّا جاوز العشرين
تصوريني.. صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أواجه الحياة
وأحمل العبء كما الرجال يحملون
وأشتغل
في مطعم.. وأغسل الصحون.
وأصنع القهوة للزبون
وألصق البسمات فوق وجهي الحزين
ليفرح الزبون
أنا بخير
قد صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أدخن التبغ، وأتكئ على الجدار
أقول للحلوة: آه
كما يقول الآخرون
"يا إخوتي، ما أطيب البنات،
تصوروا كم مُرّة هي الحياة
بدونهن.. مُرّة هي الحياة"
وقال صاحبي: "هل عندكم رغيف؟
يا إخوتي ما قيمة الإنسان
إن نام كل ليلة.. جوعان؟"
أنا بخير
أنا بخير
عندي رغيف أسمر
وسلة صغيرة من الخضار
سمعت في المذياع
تحية المشردين.. للمشردين
قال الجميع: كلنا بخير
لا أحد حزين..
فكيف حال والدي؟
ألم يزل كعهده يحب ذكر الله
والأبناء.. والتراب.. الزيتون؟
وكيف حال إخوتي
هل أصبحوا موظفين؟
سمعت يومًا والدي يقول:
سيصبحون كلهم معلمين..
سمعته يقول:
"أجوع حتى أشتري لهم كتابًا"
لا أحد في قريتي يفك حرفًا في خطاب
وكيف حال أختنا..
هل كبرت.. وجاءها خطاب؟
وكيف حال جدتي
ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب؟
تدعو لنا..
بالخير.. الشباب.. والثواب!
وكيف حال بيتنا
والعتبة الملساء.. والوجاق.. الأبواب؟
سمعت في المذياع
رسائل المشردين..
للمشردين جمعهم بخير!
لكنني حزين..
تكاد أن تأكلني الظنون
لم يحمل المذياع عنكم خبرًا..
ولو حزين
ولو حزين
الليل يا أماه ذئب جائع سفاح
يطارد الغريب أينما مضى..
ويفتح الآفاق للأشباح
وغابة الصفصاف لم تزل تعانق الرياح
ماذا جنينا نحن يا أماه؟
حتى نموت مرتين
فمرة نموت في الحياة
ومرة نموت عند الموت!
هل تعلمين ما الذي يملؤني بكاء؟
هبي مرضت ليلة.. وهدّ جسمي الداء!
هل يذكر المساء
مهاجرًا أتى هنا.. ولم يَعُد إلى الوطن؟
هل يذكر المساء
مهاجرًا مات بلا كفن؟
يا غابة الصفصاف! هل ستذكرين
أن الذي رموه تحت ظلك الحزين
كأي شيء ميت إنسان؟
هل تذكرين أنني إنسان
وتحفظين جثتي من سطوة الغربان؟
أماه يا أماه.
لمن كتبت هذه الأوراق
أي بريد ذاهب يحملها؟
سدت طريق البر والبحار والآفاق..
وأنت يا أماه.
ووالدي، وإخوتي، والأهل، والرفاق..
لعلكم أحياء
لعلكم أموات
لعلكم مثلي بلا عنوان
ما قية الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان؟

*****

بطاقه هويه

سجلّ
انا عبدوني
و في جيبتي مليون الف
و سياراتي ثمانية
و التاسعة اشتريها هذا الصيف
سجل
انا عبدوني
و اسمي على وجهي مسّطر
و سياراتي الثمانيةلا اعلم لها مصدر
و لا مورد على ورق يذكر
اتجاوز دائما الخط الاحمر
فهل تغضب؟
سجل انا عبدوني
انا بين الناس لقب
اعيش في بلاد كل ما فيها
يصفق للذهب
اموالي
قبل قرع اي باب
تشرعه لي بلا تعب
ابي..من اسرة فلان
لا يهم ما النسب
و جدي كان بائعا
لا يفقه الكتب
يعلمني كيف اجمع اموالا دون تعب
و قصري يشمخ عاليا
من اجود الحجارة تعلوه القبب
فهل يهمك يا هذا ؟
ان كنت مجرد لقب؟
سجل
انا عبدوني
لوني الشعر ليموني
و لون العين..زيتوني
و ميزاتي
على شعري الوان خفية
و يدي ناعمة كالحرير
تداعب من يلامسها
و عنواني
انا من عمان الغربية
شوارعها كلها ضياء
و كل سياراتها في فخامة تمخر
فهل تغضب؟؟
سجل
انا عبدوني
سلبت اموال غيري
و اراض لي لا املكها
انا و جميع اقراني
و لم اترك لأحد و لا حتى احفادي
شيئأ يكون به فخور
فهل تهمني حكومتكم؟
اذن
سجل بالصفحة الاولى
انا لا يقلقني انسان
ولا اعمل حسابا لاحد
لكني..اذا قررت
اختلس من اي بنك
حذار ...حذار من اقرضي
و من هربي
************

الى امي

أحن .. الى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي ..
و تكبر في الطفولة
يوماً على صدر أمي
وأعشق عمري لأني
اذا مت
أخجل من دمع أمي !
خذيني ، اذا عدت يوماً
وشاحاً لهديك
وغطي عظامي بعشب
تعمد من طهر كعبك
وشدي وثاقي ..
بخصلة شعر ..
بخيط يلوح في ذيل ثوبك ..
ضعيني ، اذا ما رجعت
وقوداً بتنور نارك
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك
هرمت ، فردي مجوم الطفولة
حتى أشارك
صغار العصافير
درب الرجوع ..
لعش انتظارك .. !
*****
تحديّ

تحدي
شدوا وثاقي
وامنعوا عني الدفاتر
والسجائر
وضعوا التراب على فمي
فالشعر دم القلب..
ملح الخبز..
ماء العين
يكتب بالأظافر
والمحجر والخناجر
سأقولها
في غرفة التوقيف
في الحمام..
في الإسطبل..
تحت القيد..
فى عنف السلاسل:
مليون عصفور
على أغصان قلبي
يخلق اللحن المقاتل
*****

أبد الصبار

إلى اين تأخُذُني يا أَبي ؟
إلى جِهَةِ الريحِ يا وَلَدي …

... وَهُما يَخْرجانِ مِنَ السَهْل ، حَيْثُ
أَقام جنودُ بونابرتَ تلاَّ لِرَصْدِ
الظلال على سور عَكََّا القديم -

يقولُ أَبٌ لابِنِه : لا تَخَفْ . لا
تخف من أَزيز الرصاص ! التصِقْ
بالتراب لتنجو ! سننجو ونعلو على
جَبَلٍ في الشمال ، ونرجعُ حين
يعود الجنودُ إلى أهلهم في البعيد .

ومن يسكُنُ البَيْتَ من بعدنا
يا أَبي ؟
سيبقى على حاله مثلما كان
يا ولدي !

تَحَسَّسَ مفتاحَهُ مثلما يتحسَّسُ
أَعضاءه ، واطمأنَّ . و قال لَهُ
وهما يعبران سياجاً من الشوكِ :
يا ابني تذكَّرْ! هنا صَلَبَ الانجليزُ
أَباك على شَوْك صُبَّارة ليلتين ،
ولم يعترف أَبداً . سوف تكبر يا
ابني ، وتروي لمن يرثون بنادقهم
سيرة الدم فوق الحديد ....

- لماذا تركتَ الحصان و حيداً ؟
- لكي يُؤنسَ البيتَ ، يا ولدي ،
فالبيوتُ تموت إذا غاب سٌكَّانٌها ...

تفتحُ الأبديَّةُ أَبوابها ، من بعيد ،
لسيَّارة الليل . تعوي ذئابُ
البراري على قَمَرٍ خائفٍ . و يقولُ
أَب لابنه : كُنْ قوياً كجدِّك!
وأَصعَدْ معي تلَّة السنديان الأخيرةَ
يا ابني ، تذكَّرْ : هنا وقع الانكشاريُّ
عن بَغْلَةِ الحرب ، فاصمُدْ معي
لنعودْ .

- متى با أَبي ؟
- غداً . ربما بعد يومين با ابني !

وكان غَدُ طائشُ يمضغ الريح
خلفهما في ليالي الشتاء الطويلةْ .
وكان جنودُ يُهُوشُعَ بن نونَ يبنون
قَلْعَتَهُمْ من حجارة بيتهما . وهما
يلهثان على درب ( قانا ) : هنا
مرَّ سيَّدُنا ذاتَ يومٍ . هنا
جَعَل الماءَ خمراً. وقال كلاماً
كثيراً عن الحبَ ، يا ابني تذكّر
غداً . وتذكّرْ قلاعاَ صليبيَّةً
قَضَمَتْها حشائش نيسان بعد
رحيل الجنود ....
*****

الصمود

لو يذكر الزيتون غارسهُ
لصار الزيت دمعا!
يا حكمة الأجدادِ
لو من لحمنا نعطيك درعا!
لكن سهل الريح،
لا يعطي عبيد الريح زرعا!
إنا سنقلع بالرموشِ
الشوك والأحزان.. قلعا!
وإلام نحمل عارنا وصليبنا!
والكون يسعى..
سنظل في الزيتون خضرته،
وحول الأرض درعا!!
إنا نحب الورد،
لكنا نحب القمح أكثرْ
ونحب عطر الورد،
لكن السنابل منه أطهرْ
بالصدر المسمر
هاتوا السياج من الصدور..
من الصدور ؛ فكيف يكسرْ؟؟
اقبض على عنق السنابلِ
مثلما عانقت خنجرْ!
الأرض ، والفلاح ، والإصرار،
قال لي كيف تقهر..
هذي الأقاليم الثلاثة،
كيف تقهر؟
*****

رباعيات

وطني لم يعطني حبي لك
غير أخشاب صليبي
وطني يا وطني ما أجملك
خذ عيوني خذ فؤادي خذ حبيبي
في توابيت أحبائي أغني
لأراجيح أحبائي الصغار
دم جدي عائد لي فانتظرني
آخر الليل نهار
شهوة السكين لن يفهمها عطر الزنابق
و حبيبي لا ينام
سأغني و ليكن منبر أشعاري مشانق
و على الناس سلام
أجمل الأشعار ما يحفظه عن ظهر قلب
كل قاريء
فإذا لم يشرب الناس أناشيدك شرب
قل أنا وحدي خاطيء
ربما أذكر فرسانا و ليلى بدوية
و رعاة يحلبون النوق في مغرب شمس
يا بلادي ما تمنيت العصور الجاهلية
فغدي أفضل من يومي و أمسي
الممر الشائك المنسي ما زال ممرا
و ستأتيه الخطى في ذات عام
عندما يكبر أحفاد الذي عمر دهرا
يقلع الصخر و أنياب الظلام
من ثقوب السجن لاقيت عيون البرتقال
و عناق البحر و الأفق الرحيب
فإذا اشتد سواد الحزن في إحدى الليالي
أتعزى بجمال الليل في شعر حبيبي
حبنا أن يضغط الكف على الكف و نمشي
و إذا جعنا تقاسمنا الرغيف
في ليالي البرد أحميك برمشي
و بأشعار على الشمس تطوف
أجمل الأشياء أن نشرب شايا في المساء
و عن الأطفال نحكي
و غد لا نلتقي فيه خفاء
و من الأفراح نبكي
لا أريد الموت ما دامت على الأرض قصائد
و عيون لا تنام
فإذا جاء و لن يأتي بإذن لن أعاند
بل سأرجوه لكي أرثي الختام
لم أجد أين أنام
لا سرير أرتمي في ضفتيه
مومس مرت و قالت دون أن تلقي السلام
سيدي إن شئت عشرين جنيه.




الأربعاء، 4 مارس 2009

من شعر و حكمــة الأمام الشافعي رحمه الله

من شعــر الإمام الشافعي رضي الله عنه

رحـــم الله الإمـــام الشافعـــي فقد كان شعره وعلمه حكمــة ونوراً ..

هذه هي الدنيا :

تموت الأسد في الغابات جوعا ... ولحم الضأن تأكله الكــلاب

وعبد قد ينام على حريـــر ... وذو نسب مفارشه التــراب

دعوة إلى التنقل والترحال :

ما في المقام لذي عـقـل وذي أدب ... من راحة فدع الأوطان واغتـرب

سافر تجد عوضـا عمن تفارقــه ... وانْصَبْ فإن لذيذ العيش في النَّصب

إني رأيت ركـود الـماء يفســده ... إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب

والأسد لولا فراق الغاب ما افترست ... والسهم لولا فراق القوس لم يصب

والشمس لو وقفت في الفلك دائمة ... لملَّها الناس من عجم ومن عـرب

والتِّبرُ كالتُّـرب مُلقى في أماكنـه ... والعود في أرضه نوع من الحطب

فإن تغرّب هـذا عـَزّ مطلبـــه ... وإن تغرب ذاك عـزّ كالذهــب

الضرب في الأرض :

سأضرب في طول البلاد وعرضها ... أنال مرادي أو أموت غريبـا

فإن تلفت نفسي فلله درهــــا ... وإن سلمت كان الرجوع قريبا

آداب التعلم :

اصبر على مـر الجفـا من معلم ... فإن رسوب العلم في نفراته

ومن لم يذق مر التعلم ساعــة ... تجرع ذل الجهل طول حياته

ومن فاته التعليم وقت شبابــه ... فكبر عليه أربعا لوفاتــه

وذات الفتى والله بالعلم والتقى ... إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته

متى يكون السكوت من ذهب :

إذا نطق السفيه فلا تجبه ... فخير من إجابته السكوت

فإن كلمته فـرّجت عنـه ... وإن خليته كـمدا يمـوت

عدو يتمنى الموت للشافعي :

تمنى رجال أن أموت ، وإن أمت ... فتلك سبيـل لـست فيها بأوحــد

وما موت من قد مات قبلي بضائر ... ولا عيش من قد عاش بعدي بمخلد

لعل الذي يرجـو فنـائي ويدّعي ... به قبل موتـي أن يكون هو الردى

لا تيأسن من لطف ربك :

إن كنت تغدو في الذنـوب جليـدا ... وتخاف في يوم المعاد وعيـدا

فلقـد أتاك من المهيمـن عـفـوه ... وأفاض من نعم عليك مزيـدا

لا تيأسن من لطف ربك في الحشا ... في بطن أمك مضغة ووليـدا

لو شــاء أن تصلى جهنم خالـدا ... ما كان أَلْهمَ قلبك التوحيــدا

فوائد الأسفــار :
تغرب عن الأوطان في طلب العلا ... وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تَفَرُّجُ هم ، واكتسـاب معيشــة ... وعلم وآداب ، وصحبة ماجـد

الوحدة خير من جليس السوء :

إذا لم أجد خلا تقيا فوحدتي ... ألذ وأشهى من غوى أعاشره

وأجلس وحدي للعبادة آمنـا ...أقر لعيني من جـليس أحاذره

أدب المناظرة :

إذا ما كنت ذا فـضل وعلم ... بما اختلف الأوائل والأواخر

فناظر من تناظر في سكون ... حليمـا لا تـلح ولا تكابـر

يفيدك ما استفادا بلا امتنان ... من النكـت اللطيفة والنوادر

وإياك اللجوج ومن يرائي ... بأني قد غلبت ومن يفـاخـر

فإن الشر في جنبات هـذا ... يمني بالتقـاطـع والـتدابـر

العلم مغرس كل فخر :

العلم مغرس كـل فخر فافتخـر ... واحذر يفوتك فخـر ذاك المغـرس

واعلم بأن العـلم ليس ينالـه ... من هـمـه في مطعــم أو ملبـس

إلا أخـو العلم الذي يُعنى بـه ... في حـالتيه عـاريـا أو مـكتـسي

فاجعل لنفسك منه حظا وافـرا ... واهجـر لـه طيب الرقــاد وعبّسِ

فلعل يوما إن حضرت بمجلس ... كنت أنت الرئيس وفخر ذاك المجلس

نور الله لا يهدى لعاص :

شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي

وأخـبرني بأن العـلم نــور ... ونور الله لا يهـدى لعـاص

لمن نعطي رأينا :

ولا تعطين الرأي من لا يريده ... فلا أنت محمود ولا الرأي نافعه

الذل في الطمع :

حـسبي بعلمي إن نـفــع ..

ما الــذل إلا في الطمــع !

من راقـب الله رجــــع ..

ما طــار طير وارتفــع

إلا كـما طـار وقــــع !

الحب الصادق :

تعصي الإله وأنت تظهر حبه ... هذا محال في القياس بديـع

لو كان حبك صادقا لأطعتـه ... إن المحب لمن يحب مطيـع

في كل يوم يبتديك بنعمــة ... منه وأنت لشكر ذلك مضيع

فضل التغرب :

ارحل بنفسك من أرض تضام بها ... ولا تكن من فراق الأهل في حرق

فالعنبر الخام روث في موطنــه ... وفي التغرب محمول على العنـق

والكحل نوع من الأحجار تنظـره ... في أرضه وهو مرمى على الطرق

والكحل نوع من الأحجار تنظـره ... فصار يحمل بين الجفن والحـدق

أيهما ألذ؟ :

سهـري لتنقيـح العلوم ألذ لي ... من وصل غانية وطيب عنــاق

وصرير أقلامي على صفحاتها ... أحلى مـن الدّّوْكـاء والعشــاق

وألذ من نقر الفتـاة لدفهــا ... نقري لألقي الـرمل عـن أوراقي

وتمايلي طربـا لحل عويصـة ... في الدرس أشهى من مدامة ساق

وأبيت سهـران الدجى وتبيته ... نومـا وتبغي بعـد ذاك لحــاقي

مشاعر الغريب :

إن الغريب له مخافة سارق ... وخضوع مديون وذلة موثق

فإذا تذكر أهـلـه وبـلاده ... ففؤاده كجنــاح طير خافق

التوكل على الله :

توكلت في رزقي على الله خـالقي ... وأيقنـت أن الله لا شك رازقي

وما يك من رزقي فليـس يفوتني ... ولو كان في قاع البحار العوامق

سيأتي بـه الله العظـيم بفضلـه ... ولو، لم يكن من اللسـان بناطق

ففي اي شيء تذهب النفس حسرة ... وقد قسم الرحـمن رزق الخلائق

العلم رفيق نافع :
علمي معي حـيثمــا يممت ينفعني ... قلبي وعاء لـه لا بطــن صـنـدوق

إن كنت في البيت كان العلم فيه معي ... أو كنت في السوق كان العلم في السوق

تول أمورك بنفسك :

ما حك جلدك مثل ظفرك ... فتـول أنت جميع أمرك

وإذا قصدت لحـاجــة ... فاقصد لمعترف بفضلك

فتنة عظيمة :

فســاد كبيـر عالم متهتك ... وأكبر منه جـاهل متنسك

هما فتنة في العالمين عظيمة ... لمن بهما في دينه يتمسك

دعوة إلى التعلم :

تعلم فليس المرء يولد عالـمــا ... وليس أخو علم كمن هو جاهـل

وإن كبير القوم لا علم عـنـده ... صغير إذا التفت عليه الجحافل

وإن صغير القوم إن كان عالما ... كبير إذا ردت إليه المحـافـل

إدراك الحكمة ونيل العلم :

لا يدرك الحكمة من عمره ... يكدح في مصلحة الأهـل

ولا ينــال العلم إلا فتى ... خال من الأفكار والشغـل

لو أن لقمان الحكيم الذي ... سارت به الركبان بالفضل

بُلي بفقر وعـيـال لمـا ... فرق بين التبن والبقــل

أبواب الملوك :

إن الملوك بـلاء حيثما حـلـوا ... فلا يكن لك في أبو أبهم ظــل

ماذا تؤمل من قوم إذا غضبـوا ... جاروا عليك وإن أرضيتهم ملوا

فاستعن بالله عن أبو أبهم كرمـا ... إن الوقوف على أبوابهــم ذل

المهلكات الثلاث :

ثلاث هن مهلكة الأنـام ... وداعية الصحيح إلى السقام

دوام مُدامة ودوام وطء ... وإدخال الطعام على الطعـام

العلم بين المنح والمنع :

أأنثر درا بين سارحة البهــم ... وأنظم منثورا لراعية الغنـم

لعمري لئن ضُيعت في شر بلدة ... فلست مُضيعا فيهم غرر الكلم

لئن سهل الله العزيز بلطفــه ... وصادفت أهلا للعلوم والحكـم

بثثت مفيدا واستفدت ودادهـم ... وإلا فمكنون لدي ومُكْتتـــم

ومن منح الجهال علما أضاعـه ... ومن منع المستوجبين فقد ظلم

العيب فينا :

نعيب زماننا والعيب فينا ... وما لزمانا عيب سوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ... ولو نطق الزمان لنا هجانا

وليس الذئب يأكل لحم ذئب ... ويأكل بعضنا بعضا عيانا

يا واعظ الناس عما أنت فاعله :

يا واعظ الناس عما أنت فاعله ... يا من يعد عليه العمر بالنفس

احفظ لشيبك من عيب يدنسه ... إن البياض قليل الحمل للدنس

كحامل لثياب الناس يغسلها ... وثوبه غارق في الرجس والنجس

تبغي النجاة ولم تسلك طريقتها ...إن السفينة لا تجري على اليبس

ركوبك النعش ينسيك الركوب على ... ما كنت تركب من و من فرس

يوم القيامة لا مال ولا ولد ... وضمة القبر تنسي ليلة العرس

الصديق الصدوق :

إذا المرء لا يرعاك إلا تكلفا ... فدعه ولا تكثر عليه التأسفا

ففي الناس أبدال وفي الترك راحة ... وفي القلب صبر للحبيب وإن جفا

فما كل من تهواه يهواك قلبه ... ولا كل من صافيته لك قد صفا

إذا لم يكن صفو الوداد طبيعة ... فلا خير في ود يجيء تكلفا

ولا خير في خل يخون خليله ... ويلقاه من بعد المودة بالجفا

وينكر عيشا قد تقادم عهده ... ويظهر سرا كان بالأمس قد خفا

سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ... صديق صدوق صادق الوعد منصفا

قال الشافعي في القناعة :

تعمدني بنصحك في انفرادي ..... وجنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين الناس نوع ..... من التوبيخ لا أرضى استماعه

وإن خالفتني وعصيت قولي ..... فلا تجزع إذا لم تعط طاعه

وقال في حفظ اللسان :

احفظ لسانـــك أيها الإنسان ..... لا يلدغنك .. إنه ثعبان

كم في المقابر من قتيل لسانه ..... كانت تهاب لقاءه الأقران

ستة ينال بها الإنسان العلم :

أخي لن تنال العلم إلا بستة ..... سأنبيك عن تفصيلها ببيان

ذكاء وحرص واجتهاد وبلغة ..... وصحبة أستاذ وطول زمان

وقال في فضل السكــوت :

وجدت سكوتي متجرا فلزمته ..... إذا لم أجد ربحا فلست بخاسر

وما الصمت إلا في الرجال متاجر ..... وتاجره يعلو على كل تاجر

القناعــة .. راس الغنى :

رأيت القناعة رأس الغنى ..... فصرت بأذيالها متمسك

فلا ذا يراني على بابه ..... ولا ذا يراني به منهمك

فصرت غنيا بلا درهم ..... أمر على الناس شبه الملك

لا شيء يعلو على مشيئة الله .. قال الشافعي :

يريد المرء أن يعطى مناه ..... ويأبى الله إلا ما أراد

يقول المرء فائدتي ومالي ..... وتقوى الله أفضل ما استفاد

وقال الشافعي متفاخراً :

ولولا الشعر بالعلماء يزري ..... لكنت اليوم أشعر من لبيد

وأشجع في الوغى من كل ليث ..... وآل مهلب وبني يزيد

ولولا خشية الرحمن ربي ..... حسبت الناس كلهم عبيدي

كم هي الدنيا رخيصــة .. قال الإمام الشافعي :

يا من يعانق دنيا لا بقاء لها ..... يمسي ويصبح في دنياه سافرا

هلا تركت لذي الدنيا معانقة ..... حتى تعانق في الفردوس أبكارا

إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها ..... فينبغي لك أن لا تأمن النارا

وفي مخاطبــة السفيــه قال :

يخاطبني السفيه بكل قبح ..... فأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهة فأزيد حلما ..... كعود زاده الإحراق طيبا

انظروا ماذا يفعل الدرهم ... صدق الشافعي حين قال :

وأنطقت الدراهم بعد صمت ..... أناسا بعدما كانوا سكوتا

فما عطفوا على أحد بفضل ..... ولا عرفوا لمكرمة ثبوتا

من أجمل ما كتب في الحكمة :

دع الأيام تفعل ما تشاء ..... وطب نفسا إذا حكم القضاء

ولا تجزع لحادثة الليالي ..... فما لحوادث الدنيا بقاء

وكن رجلا على الأهوال جلدا ..... وشيمتك السماحة والوفاء

وإن كثرت عيوبك في البرايا ..... وسرك أن يكون لها غطاء

تستر بالسخاء فكل عيب ..... يغطيه كما قيل السخاء

ولا تر للأعادي قط ذلا ..... فإن شماتة الأعدا بلاء

ولا ترج السماحة من بخيل ..... فما في النار للظمآن ماء

ورزقك ليس ينقصه التأني ..... وليس يزيد في الرزق العناء

ولا حزن يدوم ولا سرور ..... ولا بؤس عليك ولا رخاء

إذا ما كنت ذا قلب قنوع ..... فأنت ومالك الدنيا سواء

ومن نزلت بساحته المنايا ..... فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن ..... إذا نزل القضا ضاق الفضاء

دع الأيام تغدر كل حين ..... فما يغني عن الموت الدواء

فــرجـــت ... إن الله لطيف بعبــاده .. وقال :

ولرب نازلة يضيق لها الفتى ..... ذرعا وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها ..... فرجت وكنت أظنها لا تفرج

من مكارم الأخلاق .... قال :

لما عفوت ولم أحقد على أحد ..... أرحت نفسي من هم العداوات

إني أحيي عدوي عند رؤيته ..... لأدفع الشر عني بالتحيات

وأظهر البشر للإنسان أبغضه ..... كما إن قد حشى قلبي مودات

فضل التوكل على الله :

سهرت أعين ونامت عيون ..... في أمور تكون أو لا تكون

فادرأ الهم ما استطعت عن النفس ..... فحملانك الهموم جنون

إن ربا كفاك بالأمس ما كان ..... سيكفيك في غد ما يكون

العلوم الدينية وعلوم القرآن :

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين

العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين

وقال مناجياً رب العالمين هذه الأبيات الجميلة :

قلبي برحمتك اللهم ذو أنس ..... في السر والجهر والإصباح والغلس

ما تقلبت من نومي وفي سنتي ..... إلا وذكرك بين النفس والنفس

لقد مننت على قلبي بمعرفة ..... بأنك الله ذو الآلاء والقدس

وقد أتيت ذنوبا أنت تعلمها ..... ولم تكن فاضحي فيها بفعل مسي

فامنن علي بذكر الصالحين ولا ..... تجعل علي إذا في الدين من لبس

وكن معي طول دنياي وآخرتي ..... ويوم حشري بما أنزلت في عبس

إنهم عبـــاد الله .. قال الشافعي فيهم :

إن لله عبادا فطنا ..... تركوا الدنيا وخافوا الفتنا

نظروا فيها فلما علموا ..... أنها ليست لحي وطنا

جعلوها لجة واتخذوا ..... صالح الأعمال فيها سفنا

القنـــاعة والتوكل على الله في طلب الرزق :

إذا أصبحت عندي قوت يومي ..... فخل الهم عني يا سعيد

ولا تخطر هموم غد ببالي ..... فإن غدا له رزق جديد

أسلم إن أراد الله أمرا ..... فأترك ما أريد لما يريد

الصمت والكلام :
قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم ..... إن الجواب لباب الشر مفتاح

والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ..... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح

أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ..... وال*** يخشى لعمري وهو نباح

كيف تعاشر الناس وتعاملهم :

كن ساكنا في ذا الزمان بسيره ..... وعن الورى كن راهبا في ديره

واغسل يديك من الزمان وأهله ..... واحذر مودتهم تنل من خيره

إني اطلعت فلم أجد لي صاحبا ..... أصحبه في الدهر ولا في غيره

فتركت أسفلهم لكثرة شره ..... وتركت أعلاهم لقلة خيره

من هو الفقيه ؟

إن الفقيه هو الفقيه بفعله ..... ليس الفقيه بنطقه ومقاله

وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه ..... ليس الرئيس بقومه ورجاله

وكذا الغني هو الغني بحاله ..... ليس الغني بملكه وبماله

لا تنطق بالسوء :

إذا رمت أن تحيا سليما من الردى ..... ودينك موفور وعرضك صين

فلا ينطقن منك اللسان بسوأة ..... فكلك سوءات وللناس ألسن

وعيناك إن أبدت إليك معائبا ..... فدعها وقل يا عين للناس أعين

وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى ..... ودافع ولكن بالتي هي أحسن

من عرف الدهر :

أرى حمرا ترعى وتعلف ما تهوى ..... وأسدا جياعا تظمأ الدهر لا تروى

وأشراف قوم لا ينالون قوتهم ..... وقوما لئاما تأكل المن والسلوى

قضاء لديان الخلائق سابق ..... وليس على مر القضا أحد يقوى

فمن عرف الدهر الخؤون وصرفه .....تصبر للبلوى ولم يظهر الشكوى

صدق الشافعي حين قال أن الدهر يومان :

الدهر يومان ذا أمن وذا خطر ..... والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر

أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ..... وتستقر بأقصى قاعه الدرر

وفي السماء نجوم لا عداد لها ..... وليس يكسف إلا الشمس والقمر

كل هذا أفضل من مذلة السؤال :

لقلع ضرس وضرب حبس ..... ونزع نفس ورد أمس

وقر برد وقود فرد ..... ودبغ جلد بغير شمس

وأكل ضب وصيد دب ..... وصرف حب بأرض خرس

ونفخ نار وحمل عار ..... وبيع دار بربع فلس

وبيع خف وعدم إلف ..... وضرب إلف بحبل قلس

أهون من وقفة الحر ..... يرجو نوالا بباب نحس

العفاف والزنــا دين وديان :

عفوا تعف نساؤكم في المحرم ..... وتجنبوا ما لا يليق بمسلم

إن الزنا دين فإن أقرضته ..... كان الوفا من أهل بيتك فاعلم

يا هاتكا حرم الرجال وقاطعا ..... سبل المودة عشت غير مكرم

لو كنت حرا من سلالة ماجد ..... ما كنت هتاكا لحرمة مسلم

من يزن يزن به ولو بجداره ..... إن كنت يا هذا لبيبا فافهم

من يزن في قوم بألفي درهم ..... يزن في أهل بيته ولو بالدرهم

إغتصاب الأميرة أمام مرأى كلاب العشيرة

جالسون على أطراف المدينة ولا ندري إن كانت تظل مدينة بعدما مر اليهود فيها و أضرمو النار في أغانينا *** جالسون على أطراف المدينة ندندن مع ضربات المدافع وغارات الطائرات ألحان الموت الحزينة و الصنوبر يصرخ كفى ! و هدير البحر الطفولي يراقص أشرعة السفينة *** جالسون نرى الدمار في منتصف الظهيرة نتابع تفاصيل إغتصاب الأميرة و دمائها التي سُـفكت بين كلاب العشيرة كلاب العشيرة تندد بأقوى...


جالسون على أطراف المدينة

ولا ندري إن كانت تظل مدينة

بعدما مر اليهود فيها

و أضرمو النار في أغانينا

***

جالسون على أطراف المدينة

ندندن مع ضربات المدافع

وغارات الطائرات

ألحان الموت الحزينة

و الصنوبر يصرخ كفى !

و هدير البحر الطفولي

يراقص أشرعة السفينة
***
جالسون نرى الدمار في منتصف الظهيرة

نتابع تفاصيل إغتصاب الأميرة

و دمائها التي سُـفكت بين كلاب العشيرة

كلاب العشيرة تندد بأقوى العبارات

و تطالب بوضع حد للتداعيات الأخيرة ..

كلابنا مثقفة . مدربة . مسالمة

تبحث عن مصالح جماهيرها الغفيرة

و هي بطبعها لا تنهش في أعدائها , لكنها

تنهش في شعوبها الأسيرة ...

****




يوميات رجل مهزوم

لم يحدث أبداً أن أحببت بهذا العمق لم يحدث .. لم يحدث أبداً أني سافرت مع امرأة .. لبلاد الشوق وضربت شواطىء عينيها كالرعد الغاضب أو كالبرق فأنا في الماضي لم أعشق بل كنت أمثل دور العشق لم يحدث أبداً أن أوصلني حب امرأة حتى الشنق لم أعرف قبلك واحدة غلبتني ..أخذت أسلحتي هزمتني.. داخل مملكتي نزعت عن وجهي أقنعتي لم يحدث أبداً سيدتي أن ذقت النار.. وذقت الحرق كوني واثقة سيدتي سيحبك الآف غيري...

لم يحدث أبداً أن أحببت بهذا العمق

لم يحدث .. لم يحدث أبداً

أني سافرت مع امرأة .. لبلاد الشوق

وضربت شواطىء عينيها

كالرعد الغاضب أو كالبرق

فأنا في الماضي لم أعشق

بل كنت أمثل دور العشق

لم يحدث أبداً

أن أوصلني حب امرأة حتى الشنق

لم أعرف قبلك واحدة

غلبتني ..أخذت أسلحتي

هزمتني.. داخل مملكتي

نزعت عن وجهي أقنعتي

لم يحدث أبداً سيدتي

أن ذقت النار.. وذقت الحرق

كوني واثقة سيدتي

سيحبك الآف غيري

وستستلمين بريد الشوق

لكنك .. لن تجدي بعدي

رجلاً يهواك بهذا الصدق

لن تجدي أبداً

لا في الغرب..و لا في الشرق